الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي هل يؤثر القلق الاجتماعي على الصحة العقلية؟

غالبا ما يتم استخدام مصطلح القلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي لوصف حالة أي شخص يعاني من خوف أو توتر أثناء التجمعات المختلفة. لكن هناك فرق  جوهري بينهم ويعتمد الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي على المواقف التي تحفز شعور التوتر. حيث يرتبط الرهاب الاجتماعي بخوف الأشخاص من الحكم عليهم أثناء أداء أي نوع من المهام في الأماكن العامة، بينما يصف القلق الاجتماعي مشاعر التوتر الشديد التي يعاني منها المصاب خلال التجمعات أو التحدث مع أفراد غرباء.

اضطراب القلق الاجتماعي هو حالة تؤثر على 15 مليون شخص وهو ما يمثل حوالي سبعة بالمائة من السكان البالغين في الولايات المتحدة فقط. يعاني ملايين الأطفال والمراهقين أيضا من أعراض الرهاب الاجتماعي الشديدة ويبدأ هذا من سن 13 وقد تطور الأعراض لتؤثر على الشخص في مراحل متقدمة من حياته لذا من المهم توعية الآباء حول هذا المرض لتقديم الرعاية اللازمة للأطفال في سن مبكرة.

الرهاب الاجتماعي

وحده الطبيب النفسي هو ما يمكنه تحديد الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي. ويؤثر الرهاب الاجتماعي على الناس بشكل مختلف عن القلق الاجتماعي ويعرفه أخصائي الصحة النفسية كاضطراب طبي ينشأ من الخوف الشديد من أداء أي نوع من النشاط في الأماكن العامة حيث يكون للآخرين الحرية المطلقة لملاحظة سلوك الأفراد والتعليق بأي شكل.

من الأنشطة التي يمكن أن تثير القلق لدى مرضى الرهاب الاجتماعي:

• التحدث أمام جمع من الناس

• الأكل في المطاعم المزدحمة

• استخدام الحمامات العامة

• استخدام المواصلات العامة

• ممارسة الرياضة في الصالات الرياضية أو في المناطق التي تكون مزدحمة بالناس

• العزف على آلة موسيقية أو الغناء أو التمثيل أمام تجمعات 

ينشأ الرهاب الاجتماعي من الإفراط في التركيز على الذات نتيجة قلة الثقة بالنفس. يخاف الأشخاص المصابون بالرهاب الاجتماعي من ارتكاب الأخطاء خاصة عند تسليط الضوء عليهم خوفا من الأحكام القاسية التي قد يتعرضون لها ويترتب عليه خوف وقلق زائد يصعب إدارته.

الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي

يخاف مرضى القلق الاجتماعي من  التواصل المباشر  وبدء أي حوار مع شخص غريب. بينما يعاني مرضى الرهاب الاجتماعي من قلة الثقة بالنفس والتركيز المباشر على عيوب وهمية تمنعهم من التصرف في الأماكن العامة..

الشعور بعدم الارتياح والقلق أثناء اجتماعات العمل ليس لطيفا. لكن الخوف من إجراء مقابلة عمل أمر أكثر خطورة، وهذا بالضبط ما يحدث للعديد ممن يعانون من القلق الاجتماعي نتيجة خوفهم من التفاعل مع شخصيات ذي سلطة. يؤثر القلق الاجتماعي أيضا على قدرة الشخص على تكوين صداقات أو بدء علاقة عاطفية، والتي ربما تكون سبب أساسي في عيش حياة  كما يصفها بعض مرضى اضطراب القلق الاجتماعي "كئيبة" يشعرون فيها بالوحدة.

أعراض الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي

على الرغم من الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي إلا أن كلاهما يشتركان في نفس الأعراض الجسدية والعاطفية والسلوكية.

الأعراض الجسدية

يقارن الأطباء النفسيين أعراض الرهاب أو القلق الاجتماعي الجسدية  بالأعراض التي يمر بها الشخص عند مواجهة خطر يهدد حياته.

ينظر مرضى القلق الاجتماعي إلى التعرض للنقد على أنه حدث كارثي يهدد وجودهم. لهذا السبب يتعامل الذين تم تشخيصهم بالرهاب الاجتماعي الشديد أو القلق الاجتماعي بحدة  وعصبية مع المواقف الاجتماعية المختلفة.

تتشابه أعراض القلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي الجسدية مع أعراض نوبة الهلع الخفيفة إلى الشديدة  وتشمل:

• دوخة

• تعرق 

• إحمرار الوجه 

• تسارع ضربات القلب

• ضيق التنفس

• شد عضلي في الوجه والرقبة

• تقلصات أو آلام في المعدة

• التحدث بسرعة

• التلعثم

• صعوبة التفكير أو استيعاب المعلومات

تحدث هذه الأعراض أثناء أو قبل المواقف الذي يجدها الشخص مصدر للخوف.

الأعراض العاطفية

عند المشاركة في أنشطة اجتماعية تسبب عدم الراحة، يعاني المصابون بالقلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي من الهوس الذاتي والتركيز  المفرط على كلماتهم وأفكارهم وأفعالهم  ويفترضون أن الآخرين يراقبون ويقيمون سلوكهم بعدائية.

إذا لم يكن أداؤهم في المواقف الاجتماعية أو في الأماكن العامة مثالي، يسيطر القلق عليهم خوفا من أن يتم النظر إليهم على أنهم أدنى، ضعفاء، غير كفؤ،  غير أذكياء أو لا يستحقون الاحترام.

ولكن كل هذه مجرد أوهام و تفكير غير عقلاني؛ سواء ردود الفعل السلبية أو افتراض الحكم السلبي من قبل الآخرين. خلال جلسات العلاج؛ يدرك المصابون الفرق بين الرهاب والقلق الاجتماعي، ويشعرون بالخجل من عمق مخاوفهم وميلهم لتوقع الأسوأ دائما.

لكن إدراك هذا ليس سبب كافي لعلاج اعراض القلق الاجتماعي. يستغرق الأمر جهدا وجلسات علاج طويلة مستمرة لإعادة برمجة الدماغ وتغيير السلوك.

الأعراض السلوكية

على الرغم من الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي إلا أن المرضى يطوروا نفس أنماط السلوك لتفادي المواقف التي تسبب لهم التوتر، وتعمل هذه السلوكيات بشكل جيد كعلاج مضاد للقلق.

لكن حين يتعلق الأمر بالعثور على عمل وبناء علاقة حب أو صداقة يكون الوضع صعبا إن لم يكن مستحيلا للرجال والنساء الذين يسمحون لمخاوفهم الاجتماعية بالسيطرة على حياتهم. 

هل الرهاب الاجتماعي مرض مزمن؟

يمكن أن يكون الرهاب الاجتماعي حالة صحية عقلية مزمنة، ولكن العلاج النفسي يساعد المرضي على التأقلم وتعلم سلوكيات جديدة لإدارة الخوف من التحدث وبناء الثقة بالنفس للظهور في أي تجمع. 

هل يمكن الشفاء من مرض الرهاب الاجتماعي؟

يمكن لأخصائيي الصحة النفسية ذوي الخبرة تشخيص الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي بدقة بناء على الأعراض الجسدية والعاطفية والسلوكية. بمجرد إجراء هذا التشخيص، يعمل الطبيب النفسي مع مرضى القلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي لتصميم برامج علاج شاملة لحل جميع مشكلات الصحة العقلية الحالية. 

العلاج النفسي أو الأدوية أو مزيج من الاثنين هي الخطة العلاجية التي  يتبعها طبيبك النفسي كي يساعدك على عيش حياتك سعيدة وتكوين علاقة طبيعية بينك وبين من حولك. العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو أحد أنواع التي تركز على تغيير  طريقة تفكير المرضى.

قد يصف الطبيب النفسي الدواء لمساعدة المريض على تجاوز لحظات التوتر والخوف التي ربما تتطور لحالة خطيرة كنوبات الهلع. يتم استخدام العلاج والأدوية معا لتقليل القلق للتعامل مع المواقف الاجتماعية المختلفة بسهولة دون ضيق أو ثقل.

خلال فترة العلاج يتعلم المريض أيضا المهارات الحياتية والمهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل مع أعراض القلق من خلال تحليل وفهم سلوكهم. بغض النظر عن الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي كلاهما حالة نفسية وعقلية تسبب إزعاج شديد للمرضى وتحد من نشاطهم وانتاجيتهم. لذا إذا كنت تشعر بأي من الأعراض السابقة تواصل على الفور مع اخصائي الصحة النفسية من خلال اسأل في أي وقت.

قد يكون الذهاب إلى الطبيب هو الطريقة المتعارف عليها لعلاج الرهاب أو القلق الاجتماعي، لكن مؤخرا أصبح بأمكان المرضى تلقي العلاج من أي مكان وفي أي وقت لتسهيل الامر عليهم دون تحمل عناء أو مشقة الذهاب إلى مكان الطبيب في كل مرة. يتم التركيز الكامل على عملية الشفاء في المراحل الأولى من التعافي في بيئة داعمة محاطة بالأهل أو الأصدقاء الذين يفهمون التحديات الهائلة التي يشكلها القلق الاجتماعي.

هل مازالت في حيرة من أمرك حول الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي؟ استشر طبيب نفسي من خلال اسأل والعثور على المعالج الأنسب لك. سيقوم الطبيب بتحديد جلسات العلاج والعمل المستمر لإدارة الأعراض الخاصة بك كي تتخلص من أي مشاعر سلبية تؤثر على صحتك النفسية والجسدية.

يُمكنك الآن استشارة خبرائنا المعتمدين بشأن العلاج النفسي ، من خلال حجز أونلاين بسرية تامة وبسعر مناسب، اضغط هنا لحجز الجلسة.