هل اضطراب الهوية الجنسية مرض نفسي؟ وكيف يمكن علاجه

تعريف اضطراب الهوية الجنسية أو ما يعرف باسم اضطراب الهوية الجندرية  هو حالة يعاني فيها المرضى من انزعاج وعدم ارتياح تجاه  جنسهم المحدد عند الولادة. ويختلف هذا كثيرا عن الشذوذ الجنسي أو ثنائي الجنس فهما مرتبطان أكثر  بالتفضيل الجنسي للفرد بينما مرض اضطراب الهوية الجنسية متعلق بعدم الرضا عن الجنس والجسد الذي ولدوا فيه.

الهوية الجنسية تختلف كثيرا عن التعبير الجنسي؛ تشير الهوية الجنسية إلى الإحساس النفسي بالجنس وطبيعة الفرد التي خلق عليها. بينما  يشير التعبير الجنسي إلى الطريقة التي يقدم بها المرء نفسه للعالم ويشمل ذلك طريقة تعبيره عن نفسه من خلال المظهر والسلوك الخارجي. على سبيل المثال، يعتبر ارتداء الفستان تعبير جنسي أنثويً ويعتبر ارتداء البدل تعبير ذكوري؛ قد يقوم أيا من الجنسيين بتبني مظهر الجنس المقابل للتعبير عن جنسه من منظوره ولا يتوافق التعبير الجنسي للفرد بالضرورة مع هويته الجنسية ولا يعتبر هذا مؤشر على وجود اضطراب عقلي.

تختلف الهوية الجنسية أيضا عن التوجه الجنسي؛ فالتوجه الجنسي هو أنواع الأشخاص التي ينجذب إليها الشخص جنسيا. قد ينجذب الذكر إلى نفسة جنسة أو الأنثى إلى نفس جنسها ويعرف هذا بالمثلية. ولكن ليس بالضرورة أن يعاني مثلي الجنس من اضطراب الهوية الجنسية.

هل اضطراب الهوية الجنسية مرض نفسي؟

يصنف هذا النوع من اضطرابات الهوية رسميا على أنه اضطراب طبي في كل من كتيب الإصدار العاشر من التصنيف الدولي للأمراض و الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية. ووفقا للأبحاث والدراسات التي تم إجراؤها فإن الاضطراب  ناتج عن مجموعة من العوامل السلوكية والنفسية والبيولوجية ومن من المهم ملاحظة أن اضطراب الهوية الجنسية ليس مرضا نفسيا.

اسباب اضطراب الهوية االجنسية

لا يزال السبب الدقيق لاضطراب الهوية الجنسية غير معروف حتى وقتنا الحالي. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث أن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يمكن أن تبدأ عليهم الأعراض في وقت مبكر  جدا في مرحلة نمو الجنين أثناء وجوده داخل رحم الأم. قد يؤثر عدم التوازن الهرموني أيضا على جسم المريض بما في ذلك الدماغ والأعضاء التناسلية مسبب اضطراب.

اعراض اضطراب الهوية الجنسية

يمكن التعرف على أعراض اضطراب الهوية الجنسية منذ الطفولة فغالبا ما يظهر الأطفال الصغار المصابون بهذا الاضطراب اعراض وسلوكيات تشمل التالي:

• الاشمئزاز من رؤية أعضائهم التناسلية أو التفكير فيها

• الإصرار على أنه ينتمي إلى الجنس الأخر  فتاة / ولد

• لا يوافق على الممارسات التقليدية المتمثلة في التبول كباقي أبناء جنسه مثل رفض الجلوس أو الوقوف

• ظهور علامات الضيق والانزعاج الشديد بسبب التغييرات التي تحدث في سن البلوغ

• العزلة والابتعاد عن زملاء الدراسة 

• القلق

• الوحدة والاكتئاب

كل هذه الأعراض مرتبطة بالاستياء من الجسد أو الجنس الذي ولدوا به. قد تزيد حدة الاعراض والاستياء  فيرفض الأطفال ارتداء الملابس المخصصة لجنسهم فيميل الولد إلى ارتداء ملابس الفتيات والعكس أو ربما يرفضون الانخراط في الأنشطة المتعلقة بكل جنس مثل اللعب بالدمى بالنسبة للفتيات أو السيارات بالنسبة للأولاد. يمكن أن يستمر اضطراب الهوية الجنسية حتى سن الرشد وفي هذه المرحلة تظهر العلامات والأعراض التالية:

• الشعور بالراحة فقط عند تقليد الجنس الآخر

• إخفاء  أي علامات جسدية محدد  للجنس

• الشعور الدائم بالوحدة والاكتئاب

• احتقار الذات

• التوتر والقلق

• الابتعاد عن الناس وتفضيل العزلة

• الميول الانتحارية

تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسية أكثر عرضة لخطر الانتحار. حيث حاول 40٪ من المتحولين جنسيا في الولايات المتحدة الانتحار في مرحلة ما من حياتهم. تظهر الأبحاث أيضا أن هؤلاء المرضى أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية المختلفة بما في ذلك اضطرابات الأكل التي يمكن أن تعرض صحتهم الجسدية والنفسية لمخاطر عدة.

تشخيص الاضطراب

يعرف الأطباء اضطراب الهوية الجنسية لدى المراهقين والبالغين على أنه تناقض واضح بين جنس الشخص الذي يعبر عنه والجنس المحدد له منذ الولادة ويستمر لمدة ستة أشهر على الأقل ويبحث الأطباء عن الأعراض التالية للتأكد من تشخيص الشخص كمريض بهذا الاضطراب:

• تناقض بين نوع الجنس الذي ولد به الشخص والخصائص الجنسية الأولية أو الثانوية وما يعبر عنه

• رغبة في محو الخصائص الجنسية 

• رغبة قوية في امتلاك الخصائص الجنسية للجنس الآخر

• يطلب من الآخرين معاملته على أن ينتمي للجنس الآخر كمنادته بهي بدلا من هو والعكس

لا يقتصر التشخيص على هذه الأعراض فقط؛ الضيق والضعف في المجالات الاجتماعية أو المهنية أو غيرها من المهارات الاجتماعية من ضمن الأعراض التي يواجهها مرضى اضطراب الهوية الجنسية.

علاج اضطراب الهوية الجنسية 

يشمل علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسية تركيز  على مشاعرهم وتجاربهم المتعلقة بالهوية الجنسية دون أن يبدي المعالج حكم أو إقرار بهوية الجنسية الحقيقة لمنحهم مساحة آمنة للتعبير عن أنفسهم. أي محاولة لتغيير الهوية الجنسية هي أسلوب غير أخلاقي وقد تم ربطها بنتائج سلبية على الصحة العقلية للمرضى. 

الرفض الأسري والمجتمعي للهوية الجنسية المغايرة يسبب مشاكل عقلية للكثير من المرضى فهم في حالة صراع دائم مع أنفسهم ومن حولهم لذا قد يكون للعلاج النفسي الفردي والأسري أثر جيد على حالة المريض ومن حوله. علاج الأسرة والأزواج مهم لخلق بيئة داعمة تساعد المريض على تجاوز فترات الضيق والاكتئاب والقلق. 

أنواع العلاج

يحتاج الأفراد الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسية إلى زيارة طبيب عام أو طبيب نفسي وقد يحتاج إلى كليهما. يهدف العلاج إلى مساعدة المرضى في التخلص من الأعراض النفسية المؤذية التي تسبب اضطرابا في جميع نواحي حياتهم كالتخلص من الضيق ونوبات الاكتئاب المستمرة. تشمل خيارات العلاج ما يلي:

• استشارات اسرية نفسية

• إرشاد الوالدين

• العلاج النفسي الفردي أو الجماعي

• العلاج بالهرمونات

المضاعفات

يعاني مرضى اضطراب الهوية الجنسية من التنمر والشعور بالخزي والصراع الداخلي المساتمر وقد يكون هذا أحد أعراض اضطراب الوسواس القهري. ينتج عن هذا زيادة في اضطرابات الصحة العقلية وبالتالي زيادة معدلات الانتحار وإيذاء النفس.

قد يطور الاضطراب إلى رغبة المريض في التحول الجنسي ويمر بمحاولات عدة لتأكيد الجنس بما في ذلك تغيير اسمه وتغيير علامات النوع في المستندات الصادرة عن الحكومة وتزداد شدة الاضطرابات فيقوم المرضى بطلب قمع بلوغهم الجنسي وتثبيط هرموناتهم الدنسية. قد يتطور الأمر إلى التدخل الجراحي ويشمل ذلك تجميل المهبل، جراحة تأنيث الوجه، تكبير الثدي، إعادة بناء الصدر الذكوري وغيرها. 

اضطراب الهوية الجنسية ربما يكون مرتبط بسبب فسيولوجي أو عقلي ولكن في كلتا الحالتين هو يحتاج إلى علاج ومعاملة خاصة من المختصين. إلقاء اللوم على المريض والمحاولات المستمرة لدفعه للشعور بالخزي أو إخراجه من الأسرة ما هي إلا محاولة لزيادة وضعه ووضع الأسرة سوءا. لذلك إذا كنت تعاني من اضطراب الهوية الجنسية أو لديك شخص قريب يمر بنفس الحالة لا تتردد في استشارة مختص حول أعراضك والمشاكل التي تعاني منها والحصول على العلاج المناسب. 

قد يواجه البعض صعوبة في مصارحة من حولهم من الأصدقاء والأقارب بتلك الأفكار؛ لذلك لا يفضل التحدث مع شخص قد يبدي ردة فعل حادة أو قاسية‘ الأفضل هو التحدث مع طبيب نفسي أو استشاري عام حول الأعراض و الأفكار التي تراودك بشأن هويتك الجنسية للحصول على إجابة صحيحة وآمنة. 

يُمكنك الآن استشارة خبرائنا المعتمدين بشأن العلاج النفسي ، من خلال حجز أونلاين بسرية تامة وبسعر مناسب، اضغط هنا لحجز الجلسة.